تضخم حجم البطالة وانحدار سن الإدمان بين النساء في إيران

يمارس النظام الإيراني كافة أشكال الاضطهاد والعنف والتهميش ضد مختلف فئات شعوبه، باستثناء الطبقة الفارسية التي تسيطر على أغلب مفاصل الحكم وفقاً للتمييز حسب الأصل الاثني أو المستوى الوظيفي أو نظام المحسوبية الذي يمارسه أتباع المرشد وقادة الحرس الثوري ومن لف لفهم من قيادات هذا النظام الفاسد.

ومن أبرز هذه الفئات المظلومة في إيران وأشدها تأثيراً على المجتمع: المرأة، التي تعاني من مختلف أنواع الاضطهاد والعنف والتهميش ويمارس ضدها أبشع الممارسات دون أي حسيب أو رقيب.

ينتشر الفقر والتشرد بين النساء الإيرانيات بصورة كبيرة، كما أن كثيراً من هؤلاء النساء المشردات يضطررن إلى اللجوء إلى الزواج الأبيض أو الدعارة، وامتهانها كوسيلة لكسب لقمة العيش، فضلاً عن دخول المرأة الإيرانية عالم المخدرات من أوسع أبوابه، فتجد منهن المدمنات والتاجرات، مما يجعلهن عرضة للأمراض الخطيرة التي تنتج عن هذه الممارسات ويؤدي إلى نشرها بكثافة في المجتمع الإيراني.

 وفي تقرير إحصائي كان نتيجة لدراسات وبحوث أجريت على النساء المدمنات في إيران، كانت المفاجأة انحدار سن الإدمان بين الإناث في إيران إلى ما دون سن الــ 15، وجاء في هذا التقرير الذي أوردته صحيفة “ابتكار” على لسان مدير عام البحوث والتعليم في دائرة مكافحة المخدارت “علي عباديان”: أن 37.06% من النساء اللاتي تتعاطى المخدرات في إيران تتراوح أعمارهن ما بين 15 إلى 20 عاماً، و33.57% منهن ما بين سن 20 إلى 25، و15.73% بين سن 25 إلى 30، و13.64 فوق سن الــ 30 عاما، ويعتبر الأفيون والهروين أول الأنواع التي يتم تعاطيها بين النساء في إيران، ووفقاً للدراسات والبحوث التي أجريت حول الدرجة التعليمية للنساء المدمنات على المخدرات في إيران، فقد تبين أن 20.63% منهن أميات، و17.83% منهم بتعليم ابتدائي، و17.13% لديهن شهادات دبلوم، و26.92% منهن حاصلات على شهادات أعلى من الدبلوم، كما تبين أن 15.31% منهن عازبات، و48.43% متزوجات، و22.67% مطلقات، و12.59% أرملات.

وقد اضطرت المرأة الإيرانية إلى ممارسة مختلف أنواع المهن الخطيرة كالسرقة وغيرها مما يجعلها من رواد السجون ويرفع إمكانية تعرضها للتعذيب والاعتداء الجسدي واللفظي داخل السجون كما ورد في كثير من التقارير الصحفية والأفلام السرية المصورة، كل هذه الأوضاع المزرية تعيشها المرأة الإيرانية في ظل التهميش الذي تعانيه في مجتمع لا يحترم المرأة ولا ينظر إليها إلا نظرة امتهان أو نظرة شهوانية تظهر بوضوح في الأعداد الكبيرة للنساء اللواتي تعرضن إلى مختلف أنواع التحرش والاعتداء في إيران، ناهيك عن الفتيات اللواتي اضطررن إلى الهروب من منازل ذويهن ثم يتعرضن للخطف أو يقعن فريسة لمافيات الاتجار بالبشر أو شبكات الدعارة وغيرها من الأخطار التي قد تلحق بهن.

وإذا تمكن عدد من الفتيات من النجاة من كل ما سبق من الأخطار والأهوال وحظين بعائلة جيدة نسبياً وبلغن مرحلة الدراسة الجامعية وأتممن دراستهن رغبة في الحصول على دور فاعل في مجتمعهن، فإن 40% منهن سيقعن فريسة للبطالة التي يعاني منها المجتمع الإيراني وخريجي الجامعات بشكل عام، والنساء الحاصلات على شهادات جامعية بشكل خاص، وهذا يشكل ضغطاً على عوائلهن، إذ أنه وفي جو الفقر المنتشر في إيران، وعدم قدرة معظم العائلات على تغطية مصروفات الأسر المادية، وبعد أن يكون أرباب الأسر قد تحملوا نفقات عالية في سبيل إتمام بناتهن لدراستهن الجامعية، فإن فرص العمل لهؤلاء الفتيات تكاد تكون مستحيلة، وهو ما صرحت به مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة “شهيندخت مولاوردي” حين قالت: إننا نواجه بطالة بين الإناث الحاصلات على شهادات جامعية تزيد عن 40%، وأضافت أن البطالة من أكبر التحديات التي تواجه اقتصادنا.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق