التحرش آفة تغزو المجتمع الإيراني

تشير الأرقام والإحصائيات إلى ارتفاع غير مسبوق في آفة التحرش التي تغزو المجتمع الإيراني بنسبة تصل إلى نحو 98%، وهو ما يعزوه خبراء اجتماعيون ومراقبون إلى السياسات الإيرانية التي لا تهتم بالفرد بقدر اهتمامها بالتسلح، ما أدى إلى إفقار المجتمع من ناحية وتدميره ثقافياً واجتماعياً، حتى بات المجتمع الإيراني مجتمعاً مهزوزاً تغزوه الأمراض الاجتماعية والتي من أبرزها آفة التحرش بالفتيات.

وفي هذا السياق، تحاول الصحف العالمية دوماً إلقاء الضوء على هذه الآفة التي باتت تشكل معضلة للمجتمع الإيراني “العاجز” عن التخلص منها؛ إذ تساءلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن السبب في ارتفاع نسب آفة التحرش في المجتمع الإيراني على الرغم من ارتداء الفتيات الإيرانيات للحجاب.

شوارع إيران: ساحات للصيد

صحيفة الجارديان، تقول إن التحرش في طهران لم يعد اليوم بمثابة نوع من الغزل بالفتيات فقط، بل هو “صيد” يمارسه الشبان تجاه الفتيات وهو بسبب انشغال النظام الإيراني بأمور تتجاوز مجتمعه وانتشار الآفات الاجتماعية فيه، فضلاً عن الارتفاع الكبير في “سوء الأخلاق” بإيران وهو ما انعكس على مختلف نواحي الحياة وأبرزها علاقة الرجل بالمرأة.

وقد أيد هذا التوجه، أمين مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي، الذي نقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية الرسمية عنه قوله إن “أكبر مشكلة نواجهها هي نقص في الأبعاد الأخلاقية والروحية، ونحن لدينا انتقادات شديدة في هذا الموضوع”، وهو ما يعني عجز شديد في قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على حماية المدنيين وحفظ حقوقهم في ظل ما يعانونه من آفات اجتماعية تؤثر في مجتمعاتهم.

وعلى الرغم من أن المساعد الاجتماعي لقوات الشرطة الإيرانية قال إن “عدد الدوريات الشرطية ارتفاع بمعدل 40 مرة”، لمواجهة آفة التحرش، إلا أن صحيفة “آرمان” الإيرانية انتقدت عدم قدرة النظام الإيراني على حماية مواطنيه، والدليل على ذلك الارتفاع الملحوظ في نسب التحرش بالفتيات في البلاد.

إيران تسير نحو الدمار

ويتجه المجتمع الإيراني نحو “الدمار” بسبب الاضطرابات الاجتماعية والأخلاقية الناجمة عن سوء الأخلاق والانهيار في القيم الثقافية والاجتماعية في البلاد، على ما يرى مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية رضا صالحي أميري.

واتفق مع هذا الطرح الخبير الاجتماعي أمان الله قرايي مقدم، الذي قال حول ارتفاع المشاكل الاجتماعية إن “أعداد نساء الشوارع تتزايد”، وفقدان القيم الأخلاقية والدينية عند بعض الأسر أدى إلى زيادة أعداد نساء الشوارع في إيران، وهذه الظاهرة مقلقة للغاية، ويجب وضع حلول لها.

شواهد على جرائم النظام الإيراني

ومن أبرز الشواهد على جريمة التحرش في إيران وتواطؤ السلطات الإيرانية مع هذه الجريمة، تنفيذ السلطات الإيرانية حكماً بالإعدام بحق “ريحانة جباري”، لطعنها حتى الموت قبل سبع سنوات رجلاً من ضباط المخابرات الإيرانية ويدعى “مرتضى سربندي ” حاول اغتصابها.

وعلى الرغم من دعوات عدد من الممثلين الإيرانيين وشخصيات أخرى ومنظمات حقوقية غربية إلى تعليق تنفيذ الحكم، إلا أن السلطات الإيرانية تجاهلت كل هذه الدعوات ونفذت حكم الإعدام بحق الفتاة التي كانت تعمل مهندسة للديكور.

وفي رسالة وجهتها الفتاة لوالدتها يظهر مدى التواطؤ الرسمي الإيراني على حقوق أبناء المجتمع، إذ تقول ريحانة في رسالتها لوالدتها “لقد عشتُ 19 سنةً في هذا العالم.  في تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة.  كان جسدي ليُلقى في إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعي لتتعرَّفي على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أني قد اغتُصبت. لم يكُن أحدٌ ليتوصَّل إلى هوية القاتل؛ لأننا لا نملك أموالهم ولا نفوذهم.  عندئذٍ كنتِ ستُكملين بقية حياتكِ في معاناة وعار؛ وكنت ستموتين كمدًا بعد بضع سنين؛ وكانت القصة ستنتهي”.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق