الملف النووي والمخاوف من حراك داخلي والأزمات المجتمعية.. أكثر ما يقلق الصحف الإيرانية

ترزخ إيران تحت ضغوط عدة تنوعت بين الداخلية والخارجية، فما زال الملف النووي وتداعياته تؤرق الساسة في طهران،فبين تراكض خلف إتمام الصفقة النووية وإنكار للحاجة لها.. وبين تأكيد دورها في إنقاذ البلاد من الانهيار، والادعاء أنها لن تكون حلاً لمشكلات البلاد.. يعيش النظام الإيراني في حالة من التخبط والتضليل، هذا إضافة إلى الحراك الداخلي المتململ من سيطرة نظام الملالي وقمعه المستمر لأي حراك شعبي، خاصة أنه بات من المعروف بعد الثورة الخضراء التي هي كالجمر تحت الرماد، أن البلاد قد تتعرض لهزات عنيفة لما يروج له البعض بربيع إيران، والذي يتخوف منه النظام أشد تخوف، هذا كله يضاف له الفقر والأزمات المجتمعية التي باتت تهدد تكوين المجتمع الإيراني.. كل هذه المخاوف باتت الصحف الإيرانية لا تستطيع إخفاءها، ونقرأ يومياً في عناوين تلك الصحف الكثير مما يكشف عن واقع نظام الملالي ومعاناة المجتمع الإيراني.

وبداية من صحيفة “حمايت” التي عنونت “إيران والمجموعة 5+1 لديها الكثير من الاختلافات في التفاصيل”، وتحت هذا العنوان نقلت صحيفة “حمايت” تصريحات روحاني في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور عامين على انتخابه حول المفاوضات النووية، والتي قال فيها: إن الإطار العام الذي تريده إيران مقبول لدى المجموعة 5+1، لكن لا تزال هناك العديد من الخلافات بشأن التفاصيل تتطلب معالجتها، وأضاف روحاني: نحن جادون كثيراً في المفاوضات، ولا نسعى إلى كسب الوقت، ولكن في الوقت ذاته نحن لسنا أسرى للوقت ولسنا في عجلة.

وفيما يبدو أن إيران لا تريد أن تعطي شعبها الكثير من الأمل فيما بعد الاتفاق النووي، وتحت عنوان “ربط المشاكل الاقتصادية بالمفاوضات خطأ”، قالت صحيفة “اعتماد”: إن رئيس السلطة القضائية “صادق آملي لاريجاني” قد أكد أن ربط كافة المشاكل الاقتصادية بالملف النووي الإيراني ورفع العقوبات هو في حد ذاته خطأ استراتيجي، وطالب بتجنب هذا الموضوع في المحافل المختلفة، فيما تبدو أوساط إيرانية مخاوفها من تعرقل المفاوضات النووية، وتحت عنوان “الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة 5+1 بعيد”، نقلت صحيفة “رسالت” تصريحات نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى “منصور حقيقت بور” حول المفاوضات النووية والتي أكد فيها أن التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والمجموعة 5+1 أمر مستبعد.

على صعيد آخر يبدو أن طهران تتخوف من حراك شعبي قد يحرك الأوساط الراكدة، أو قد يوحد المعارضة ضد النظام القائم من خلال الانتخابات، وتحت عنوان “الأعداء يخططون للانتخابات المقبلة”، قالت صحيفة “رسالت” إن ممثل طهران في المجلس “غلامعلي حداد عادل” قد أكد أن الأعداء يخططون للانتخابات القادمة من أجل النيل من الأمة، وأشار إلى أن وجود المرجع علي خامنئي بحد ذاته كفيل بإفشال هذه المخططات، فيما جاء في صحيفة جوان تحت عنوان “جاهزون للتصدي لأي مؤامرة على الحدود”، وتحت هذا العنوان نقلت الصحيفة تصريحات قائد قوات الشرطة الإيرانية “الناجا” العميد حسين اشتري حول تطوير الأجهزة والمعدات الرقابية لدى الأمن الإيراني، والتي أكد فيها على جاهزية القوات الأمنية والعسكرية الإيرانية لإحباط أي مؤامرة محتملة على حدود الإيرانية، أما صحيفة آفرينس فقد عبرت عن حالة الخوف التي تعيشها الأوساط الإيرانية، وعنونت الصحيفة “منع المسؤولين من استخدام الهواتف الذكية”، وتحت هذا العنوان قالت الصحيفة: إن رئيس منظمة الدفاع المدني في ايران العميد “غلام رضا جلالي” قد أعلن عن إعداد مشروع قانون يمنع المسؤولين الإيرانيين من استخدام أجهزة هواتف نقالة ذكية تفادياً لعمليات التجسس، وقال جلالي في مؤتمر صحفي في طهران: إن على المسؤولين الإيرانيين الذين لديهم معلومات سرية أن لا يستخدموا الهواتف النقالة الذكية تفادياً لعمليات التجسس.

أما على الصعيد الاجتماعي فعنونت ذات الصحيفة “الاضطرابات الاجتماعية في حالة تزايد”، وقالت: إن رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية “انوشيروان محسني بندبي” قد صرح أن المشاكل والاضطرابات الاجتماعية في إيران مثل الطلاق وتشرد النساء والإدمان وغيرها في تزايد، وكذلك فإن أعداد النساء المعيلات لأسرهن أيضاً قد ازدادت بشكل كبير، وأضاف “بندبي” أن نسبة النساء من مجموع المدمنين في إيران عام 2006 كانت 5% فقط، أما الآن فتضاعفت وأصبحت 10%، وفي عام 2006 كانت نسبة المخدرات المصنعة 4% من مجموع المواد المخدرة في إيران، أما الآن فقد أصبحت 26%.

فيما عنونت صحيفة جمهوري إسلامي “ثلث سكان إيران ليس لديهم مسكن”، وتحت هذا العنوان نقلت تصريحات المدير العلمي للخطة الشاملة للإسكان “فردين يزداني” حول وجود نحو ثلث السكان في إيران ليس لديهم مساكن، والتي قال فيها: إن الحسابات الدقيقة أظهرت أن 33 % من سكان إيران لا يستطيعون تلبية الحد الأدنى من أساسيات الحصول على مسكن، وأضاف أن هناك أكثر من 7 مليون أسرة في إيران ليس لديها سكن شخصي، وليس لديهم القدرة على توفير مسكن خاص لهم.

أيضاً وتحت عنوان “لدينا 200 ألف أسرة في طهران تحتاج إلى خبز ليلهم”، نقلت صحيفة “رسالت” تصريحات رئيس بلدية طهران “محمد باقر قاليباف” حول المشاكل التي يعاني منها المحتاجون والفقراء، والتي قال فيها: إنه يوجد في طهران 200 ألف أسرة تحتاج إلى خبز ليلهم، فيما قالت صحيفة كيهان تحت عنوان “20  مليون إيراني يعيشون في مبان منهكة”، وتحت هذا العنوان نقلت الصحيفة تصريحات نائب وزير الطرق والتنمية الحضرية “محمد سعيد ايزدي” حول تردي المباني في إيران والتي قال فيها: إن هناك 20 مليون إيراني يعيشون في مبان متردية وبالية على مساحة 130 ألف هكتار.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق