بوابة نحو المجهول: التعاون الأحوازي مع المعارضة الإيرانية

جزء من الأحوازيين يعتبر التواصل مع المعارضة الإيرانية -بما فيها الفرس- ضرورة لابد منها من أجل إسقاط نظام الملالي وبدء صفحة سياسية جديدة مع الفرس ضمن إطار إيران الدولة، تحافظ على حقوق جميع الشعوب وتضمن للفرس عدم تفكك إيران وتقسيمها. وبغض النظر عن اختلاف رؤيتنا وأهدافنا مع أصحاب هذا الرأي، لكن لا يمكن تجاهله أو تجاوزه في الحياة السياسية.

تعد المعارضة الإيرانية (الفرس) إحدى الجهات الفاعلة ضد نظام الملالي، ولها تأثير على جزء من الشارع الإيراني، مثلما لها تأثير على الفاعلين في الإقليم والعالم. وعليه يعد منطقيا أن يدرس خيار التعاون معها لإسقاط النظام بالإضافة إلى المشاركة السياسية معها في إيران المستقبل، في حال فشلت القوى التحررية الأحوازية في تحقيق مطلب الشعب الأحوازي ألا وهو تشكيل الدولة الأحوازية.

هذا الخيار ليس محفوفا بالورود كما يظنه بعضنا، بل أنه ملغم ومليء بالمحاذير والمخاطر. إذ التجارب السياسية السابقة تؤكد المؤكد أن الفرس أصحاب حيلة ومكر شديد، شيمتهم الغدر والخيانة والنكث بالعهود. إذن كيف يضمن الأحوازيون أن لا يغير حلفاؤهم المفترضون -الفرس- توجهاتهم السياسية وأهدافهم الاستراتيجية في المستقبل، وأن لا ينقلبوا ضدهم كما انقلبوا سابقا ضد آبائهم وأجدادهم ثم أبادوهم؟

هذا سؤال جوهري ينتظر الإجابة ممن وضع يده بيد الفرس وروج للتعاون معهم واعتبر الأمر ضرورة لابد منها. وبغض النظر عن الإجابة على هذا السؤال إن كانت منطقية أو لا، هنا يمكن لنا أن نشير إلى أهم الضرورات التي يحتاجها أصحاب مشاريع التعاون مع الفرس كي يجنبوا الشعب الأحوازي مخاطر تعاونهم مع المعارضة الإيرانية.

أولا: حليف دولي أو إقليمي قوي، أي جهة أحوازية تتعاون مع المعارضة الإيرانية بحاجة ملحة لحليف دولي أو إقليمي قوي يكون ظهيرا لها ويدعمها ويسندها في حال انقلبت عليها المعارضة وأرادت إقصاءها والشعب الأحوازي من مستقبل إيران السياسي.

ثانيا: قوة أحوازية عسكرية، القضية الأحوازية بحاجة ماسة إلى قوة عسكرية منظمة داخل الأحواز تستطيع الذود عن الوطن والشعب، إذا نكثت المعارضة الإيرانية بعهودها وحدث صدام معها. لذلك الجهات الأحوازية -صاحبة منطق المشاركة السياسية مع الفرس- يجب أن تدعم وتدفع باتجاه تسليح التنظيمات الأحوازية في الداخل كي تكون ضامنة لها وللشعب الأحوازي عند انقلاب الفرس عليها.

ثالثا: حل الجيش الإيراني والمؤسسات الأمنية والعسكرية الأخرى، حتى وإن بدأ أن هذا المطلب قريبا للحلم بسبب عنجهية الفرس ومنطقهم الأعوج. إلا أنه يعد من الضمانات الحقيقية التي تمنع ارتكاب مجازر بحق الأحوازيين وسائر الشعوب الأخرى. وللأحوازيين تجارب مريرة مع الفرس في هذا المضمار، آخرها حينما نكث خميني بعهده تجاه الأحوازيين وارتكب مجازر بحقهم في مدينة المحمرة ومدن أحوازية أخرى.

رابعا: التخلص من الشخصية المازوخية وعقلية التبعية للفرس والانبطاح لهم، والتعامل معهم بندية كاملة. فالشخصية العربية الأحوازية قادرة على الوقوف بمثل هذا الموقف دون أدنى شك.

وأخيرا لابد من القول إن التعاون مع المعارضة الإيرانية يكون بوابة نحو المجهول ومخاطره أكثر من منافعه. لذلك أي جهة تريد التعاون مع المعارضة الفارسية لابد أن تضع جميع بنود اتفاقها مع المعارضة على الملأ العام وأمام الشعب الأحوازي، مثلما عليها أن تتجنب اختراق المحظورات الأحوازية وتضع نصب أعينها أن الغدر الإيراني واقع لا محالة، ولا تهمل التفكير في سيناريو بديل يمكنها استخدامه عند الضرورة.

إبراهيم الفاخر

كاتب أحوازي

مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق