عقبات في طريق النضال الأحوازي

تتصدر التنظيمات السياسية نضال الشعب العربي الأحوازي، وتعد هي العمود الفقري لهذا النضال كما أنها تؤثر عليه سلباً وإيجاباً حسب واقعها وأهدافها. لذلك أي قراءة للنضال الأحوازي لكشف ثغراته لابد من الأخذ بعين الاعتبار هذه التنظيمات بل من المفترض أن تركز عليها تركيزا مضاعفا.

بعد مرور أكثر من تسعة عقود على احتلال كامل الأحواز وسقوط السيادة العربية لابد أن تدرس وتقيّم التنظيمات ويتم مراجعة تاريخها النضالي ليس من أجل استهدافها وإلحاق الضرر بها كما يفعل المندسون والحاقدون ضد تنظيماتنا الأحوازية، بل من أجل كشف ثغراتها ومعالجتها خدمة للمصلحة العامة.

تعاني التنظيمات الأحوازية حاليا من عدة مشاكل يمكن أن نشير إلى أهمها بالبنان:

أولا: الانكماش والاضمحلال، لم تستطع التنظيمات الأحوازية أن تتوسع وتستقطب المزيد من الأعضاء بالرغم من تأسيسها منذ عقود، وحتى وإن تمكنت في بعض الفترات، فتبقى فترات محدودة وقصيرة المدى ثم تنكمش أو تضمحل ويضمحل نشاطها، بدل توسيع قاعدتها الجماهيرية بموازاة توسيع عملها النضالي.

ثانيا: الأيديولوجية، فشلت التنظيمات في تربية كوادرها وأدلجتهم وغرس قيمها السياسية فيهم، إن ملكت هذه القيم! بل أغلب التنظيمات تفتقر قيادتها للأيديولوجية السياسية وتتعامل مع القضايا والأحداث بارتجالية وبراغماتية مفرطة قريبة للانتهازية، وبعيدة عن أي مرجعية أيديولوجية تدعم وتسند قراراتها. مما يضعها في مواقف ضعيفة أمام كوادرها لتفسير ما تقوم به، مثلما يكون التنظيم في موقف ضعيف أمام الفاعلين في الساحة الأحوازية أو غيرها من الساحات السياسية.

ثالثا: الرؤية الاستراتيجية، تفتقد أغلبية التنظيمات الأحوازية إلى رؤية استراتيجية ثابتة نسبيا تمكنها من التعامل مع الأحداث بواقعية وموضوعية تخدم أهدافها الاستراتيجية. وهذا النقص يجعلها تتخبط في قراراتها ومواقفها وتناقض نفسها. ويتضح هذا التخبط عند تعاملها مع الأحداث المهمة على مستوى التنظيم أو الساحة المحلية والإقليمية.

رابعا: الفكر والتنظير، لم تنتج التنظيمات أي أفكار سياسية ولم تنظر لأهدافها وسياساتها كي تدعم نفسها ونضالها على أرض الواقع. وغالبا ما تبرز تأثيرات هذه الثغرة في أي فعل تتخذه على أرض الواقع. من بينها فشل التنظيمات في مواجهة آلة الاحتلال الفكرية والسياسية. وغالبا ما تكون هذه التنظيمات في موقف المتهم أمام الاحتلال برغم من أنها هي الضحية وصاحبة الحق!

خامسا: الأمن التنظيمي، أغلب التنظيمات الأحوازية إن لم نقل كلها تعاني من اختراقات أمنية تضع مصيرها على المحك، إذ بين الحين والأخر تكتشف التنظيمات بين كوادرها من ينتمي للمعارضة الإيرانية أو لمجموعات ترتبط بنظام الملالي، مما يؤكد ودون أدنى شك أن جميع معلوماتها السرية قد وصلت للجهات المعادية. فإذا كانت الاختراقات الأمنية وصلت لهذا المستوى فكيف للعالم والشعب الأحوازي أن يحترمها ويتواصل معها.

سادسا: الغطاء السياسي، لا تتمتع التنظيمات الأحوازية بغطاء سياسي في الساحة الإقليمية أو الدولية ولم تنجح لحد الآن في تأمين غطاء سياسي لها. وبغض النظر عن السبب، يبقى عدم وجود الغطاء السياسي ثغرة في النضال الأحوازي ولا سيما في عمل التنظيمات الأحوازية.

سابعا: الصعوبات الاقتصادية، تعاني الطبقة السياسية الأحوازية في الداخل والمهجر وعلى رأسها التنظيمات من صعوبات بل أزمات اقتصادية مميتة أدت إلى تجميد أغلب عملها. كما أن هذه الصعوبات أفقدت الطبقة السياسية الأحوازية قراراتها الحرة.

بالرغم من كل هذه الثغرات وغيرها التي تعد عقبات في مسيرة النضال الأحوازي لا يعني أن التنظيمات لا تستطيع معالجتها والتغلب عليها. بل المنطق يؤكد أن الوقوف عند المشاكل وأسبابها يسهل معالجتها إذا توفرت الإرادة لدى قيادات التنظيمات.

إبراهيم الفاخر

كاتب أحوازي

مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق