إيران تغازل إسرائيل وتمنح ترخيصا لصحيفة يهودية

يبدو أن أولى ملامح التقدم الذي أحرزه النظام الإيراني بعد توقيع الاتفاقية النووية مع الغرب، هو تقديم تنازلات أمام إسرائيل وأمريكا، أما ما وعدت طهران به شعبها فلم يتحقق إلا بزوال السياسات الممنهجة للنظام الحاكم فيها، وسيستمر الوضع المعيشي السيء على ما كان عليه، بل وسترتفع مؤشرات الفقر والآفات المجتمعية حسب رأي العديد من الخبراء، فالوعود الإيرانية للشارع كانت فقط للحصول على التأييد الشعبي للاتفاقية التي تمت بتنازلات واستسلام إيراني، أما في الواقع فلن يحقق النظام الإيراني أي شيء للمواطنين الذين فقدوا الأمل تماما من تحقيق أي تقدم ولو بسيط على أرض الواقع.

لا يزال الغزل الإيراني مستمر للغرب على عدة أصعدة، مثل استقبال الوفود الغربية، والتأكيد على أن إيران صديقة للجميع بمن فيهم اليهود، إذ منحت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية ترخيصا لعدد من وسائل الإعلام الأجنبية للعمل في البلاد، من بينها صحيفة يهودية، وحسب موقع خاص بالسكرتير العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، فإن صحيفة  “Jewish Daily Forward”، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، حصلت على تأشيرة مدتها 3 أسابيع من أجل مراسلها للقيام بالعمل الإخباري في إيران، بموجب الترخيص الذي منحته الوزارة المذكورة، وكان الناطق باسم الوزارة، حسين نوشابادي، أعلن الأسبوع الماضي أن وزارته منحت ترخيصا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي العالمية” للعمل لمدة أسبوع.

أما بالعودة الى الأوضاع على الأرض في إيران فإن صحف إيران نفسها لا تزال تتحدث عن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في البلاد، والتي لم تتحسن قيد أنملة، فهاهي صحيفة أفرينش تتحدث عن “190 ألف حالة إسقاط جنين في العام الماضي”، وتحت هذا العنوان قالت الصحيفة إنه في العام الماضي كان هناك مليون و730 ألف حالة حمل في إيران، كان منها مليون و540 ألف حالة انتهت بالإنجاب، و190 ألف انتهت بإسقاط الجنين، وعنونت ذات الصحيفة:”اتساع بعض المشاكل الاجتماعية الخاصة بالمرأة”، وتحت هذا العنوان نقلت الصحيفة تصريحات مساعدة الرئيس الإيراني في شؤون المرأة والأسرة “شهيندخت مولاوردي” حول اتساع رقعة المشاكل الاجتماعية للمرأة في إيران، والتي قالت فيها: وفقا للإحصائيات فإننا نواجه اتساعا في المشاكل الاجتماعية الخاصة بالمرأة في إيران، لذا يجب وضع البرامج والخطط لمعالجة ذلك.

صحيفة ابتكار عنونت عن إرتفاع أعداد النساء المشردات في مدينة رشت من 22% إلى 80%”، حيث نقلت الصحيفة تصريحات مدير مشروع مكافحة التشرد والتسول في مدينة رشت “جواد إسماعيل بور” حول أعداد النساء المشردات في هذه المدينة، والتي قال فيها: إنه وفقا للتقارير فإن أعداد النساء المشردات اللاتي راجعن مراكز إعادة التأهيل خلال آخر عامين قد ارتفع من 22% إلى 80%، وطالب كافة المؤسسات العمل بعزم وإرادة من أجل معالجة هذه المشاكل الاجتماعية، فيما نقلت صحيفة رسالت تحت عنوان “سن الإدمان في إيران في حالة انخفاض”، تصريحات قائد شرطة مكافحة المخدرات في إيران “علي مؤيدي” حول انخفاض سن الإدمان في إيران، والتي قال فيها إنه للأسف فإن سن الإدمان على المخدرات ينخفض بشكل مستمر في إيران، وهو ما يعتبر خطرا جديا بالنسبة للأسر، وطالب الأسر بضرورة مراقبة أبنائهم وتوعيتهم من خطر المخدرات.

كما عنونت صحيفة جام جام “وجود 8 آلاف مشرد في إيران”، وتحت هذا العنوان قالت الصحيفة إن رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران “انوشيروان محسني بندبي” قد أعلن عن وجود 8 آلاف مشرد في البلاد، وقال إن هذه الظاهرة تسببت في بروز المشاكل الاجتماعية، وطالب بجمع هؤلاء المشردين ورعايتهم من أجل معالجة المشاكل الاجتماعية، وأِشار إلى مشكلة اجتماعية أخرى وهي ارتفاع أعداد النساء المعيلات لأسرهن.

وبدورها عنونت صحيفة رسالت “125 ألف طالب مدرسة تعاطوا المخدرات”، وتحت هذا العنوان نقلت الصحيفة تصريحات “برويز افشار” وهو مسؤول في دائرة مكافحة المخدرات في إيران حول تعاطي طلاب المدراس للمخدرات والتي قال فيها: إن عدد طلاب المدارس في إيران نحو 12 مليون و500 ألف طالب، ما يقارب 1% من هؤلاء الطلاب جرب تعاطي المخدرات ولو لمرة واحدة، أي نحو 125 ألف طالب مدرسة، وفي ذات الصحيفة نقرأ تحت عنوان “وفاة 447 شخصا حرقا في ربيع هذا العام”، وتحت هذا العنوان قالت الصحيفة نقلا عن الطب الشرعي إن 447 شخصا قد ماتوا بسبب الحرق خلال الثلاثة شهور الأولى من العام الجاري.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق