إيران دولة مسلمة شقيقة وجارة ولشعبها كل الاحترام والتقدير، أما بعد فهي بكل تأكيد دولة لا يمكن الوثوق بها، وإنْ قلنا من باب الدبلوماسية وحسن الجوار أنها ليست عدواً، فهي حتماً تتصرف كواحد في ظل الحكم الطائفي التمييزي الحالي وسجلها السيئ للغاية في التوسع الاستيطاني مادياً ومعنوياً وفكرياً ومذهبياً وإثارة الفتن والتخريب العمد وزعزعة الأمن وجعل الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة، وإثارة النزاعات وإشعال فتيل الحروب حتى أصبح لا يخلو أي صراع في العالم الإسلامي والعربي من وجود سلاح إيراني، أو من حضور لخبرائها ونخبها العسكرية تحت عديد المسميات والمهن والأعذار الواهية. ومن جانب آخر تمت عسكرة مفهوم ولاية الفقيه وتعبئة الشباب في الشارع الإيراني وترهيب الطبقة الوسطى واحتكار التجارة وزرع التهديد الوهمي الذي يهدد وجود الأمة الإيرانية في نفوس عامة الشعب ألا وهو الخطر السُني الذي يريد مسح الوجود الشيعي، وهي أمثلة على الضغوط النفسية التي تمارسها القيادة بصورة مبرمجة بجانب نغمة إعادة إحياء المجد الفارسي التليد، وتأجيج مظاهر القومية الإيرانية بعد وأد المد القومي العربي، والذي كان يشكل الخطر الأكبر على إيران وغيرها.