الحروب في الدول العربية مستمرة على وقع المفاوضات الإيرانية – الأميركية وساحاتها الأبرز: العراق وسوريا واليمن. قبل أيام من انتهاء مهلة المرحلة السابقة من المفاوضات، كانت معركة التحرير على أشدها. وأعلن في الوقت ذاته بدء «عاصفة الحزم». الأميركيون لم يكونوا مرتاحين للإعلان، ثمة أزمة في العلاقات مع دول الخليج. الحرب أعلنت من دون التنسيق معهم. والإيرانيون وحلفاؤهم في حكومة العبادي مأزومون في تكريت، لا يمكن الدخول إليها من دون مشاركة الطيران الأميركي، وهذه عملية لا تتم من دون سحب «الحشد الشعبي». ما جرى، أن أميركا شاركت في الضربات في الساعات الأخيرة، بعد أن ابتعـد «الحشد» نسبياً، وكان غض نظر عن مشاركة بعض قواته، وتم «تحرير تكريت»، وتأكيـــد «الفضل» الأميركي الحاسم في ذلك. فكانت ورقة أو مسايرة لإيران، وكان «غض نظر» عن عاصفة الحزم في اليمن. وبالتالي ورقة أو مسايرة لدول الخليج على أن يبقى كل شيء مربوطاً بالقرار الأميركي. عادت إيران إلى التفاوض، واستمرت العاصفة في وجهها. هي تصعـّد في اليمن من خلال «الحوثيين»، وتقول كلاماً بحق السعودية ومسؤوليها، لم تقل شيئاً منه في بداية «العاصفة»، لأنها كانت أمام ساعات حاسمة في التفاوض مع أميركا، وفي تكريت، وأوكلت ما يجب أن يُقال إلى جهات لبنانية – «حزب الله». واليوم تصعـّد وتهدّد وتتوعّد في إطار تحصين وضعها في اليمن وعلى طاولة المفاوضات. والسعودية تستمر في قيادة التحالف، بعد جولة المفاوضات في كامب ديفيد مع الرئيس الأميركي. ويرافق ذلك تطورات سياسية وميدانية دقيقة في اليمن والعراق وسوريا.