تصريحات عبدالله بن زايد: الدلائل والأهمية

تضع تصريحات وزير الخارجية والتعاون الدولي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حول “محاولات إيران المستمرة للعبث في الشؤون العربية”، النقاط على الحروف في السياسة الإيرانية التي تنتهجها أو تحاول انتهاجها إزاء العالم العربي، فإيران، كما يقول سموه، هي الدولة الوحيدة في العالم التي ينص دستورها على تصدير الثورة”، وهو ما يمثل عبئًا على دول المنطقة”.

تأكيدات سموه التي جاءت خلال مؤتمر صحفي، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأبوظبي، انطوت على فكرة مهمة للغاية وهي تصدير الثورة التي تعمل إيران من خلالها على محاولات التدخل في شؤون الدول العربية، وهو إن لم يكن من خلالها مباشرة فمن خلال أذرعها ممثلة بقوات الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، فضلاً عن الحوثيين الانقلابيين في اليمن، كما لفت سموه إلى “أهمية الجهود التي بذلتها الخارجية الألمانية في مفاوضات “5+1” مع إيران، والتي أظهرت أن إيران قابلة للحوار مع العالم، لكن عليها أن تبين أيضاً بأنها قابلة للحوار مع دول الجوار”، وفق تعبير سموه.

دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحارب التطرف والإرهاب، تعمل بفاعلية مع شركائها الدوليين، من أجل وقف تمدد البؤر الإرهابية في عالمنا العربي، وهو ما أكده سموه، عندما قال حول ما يتعلق بالأزمات التي تشهدها المنطقة، إن “بلاده لديها شركاء مثل ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وأنها تعمل مع شركائها لمواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة وإيجاد حلول سياسية في سوريا والعراق”، فيما أتى التبرير لاحقاً على لسان سموه.

التبرير لذلك، جاء لأنه “لا يوجد حل عسكري فقط لحل تلك الأزمات، بل هناك حلول سياسية، ولابد أن تعمل كل الأطراف في اتجاه الحل السياسي، وعلى بغداد ودمشق احتواء كل مكونات الشعبين، ووضع حد للتدخل الإيراني في المنطقة، فخمس سنوات مرت على بداية الأزمة السورية، كان عدد السوريين في دولة الإمارات 100 ألف سوري، واليوم تضاعف عدد السوريين في الدولة”، وفق ما يؤكد سموه، وهو بذلك يشير إلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها الإمارات في الوقوف إلى جانب الأشقاء السوريين من أجل مواجهة آثار الحرب التي أنهكتهم.

كما قال سموه “نحن لا نسميهم لاجئين”، مؤكداً أن الإمارات تعمل عن كثب مع دول الجوار لسوريا، لبنان وتركيا والأردن والعراق، الذين يستقبلونهم، لاحتواء الأزمة وتقديم المساعدات الضرورية لهم، لافتاً أن “هناك قلقاً من وجود 7 ملايين سوري نازحين داخل سوريا، ما يجعل الأزمة أكثر تعقيداً من أي وقت مضى”، في إشارة مهمة من سموه إلى الجانب الإنساني في التعامل معهم، وهو أمر ليس بالغريب على الإمارات التي تتعامل مع المقيمين على أرضها الطيبة بمحبة وتوفر لهم سبل العيش الكريم.

هذه التصريحات المهمة ترافقت مع تصريحات أخرى لوزير الخارجية الألماني، الذي أكد أن المحادثات التي يجريها في أبوظبي، تتضمن مشاورات حول النزاعات الحالية في المنطقة، والوضع في اليمن، وملفات ليبيا ولبنان، وبشكل خاص مستقبل سوريا، والجهود السياسية المبذولة حالياً لتحسين الوضع الإنساني وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري”، مشدداً على أهمية الهدنة التي تم الإعلان عنها مؤخراً بين المعارضة والنظام السوري، كونها أسهمت في تهدئة كبيرة للأعمال العدائية والأوضاع ميدانياً على أرض الواقع، مما يساعد في تشجيع أطراف النزاع على الرجوع إلى محادثات جنيف مرة أخرى”.

نقلاً عن مركز المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق