الحوثيون والإخوان: يدا إيران

التقارب الإخواني – الإيراني أصبح مفضوحا رغم نفي جماعة الإخوان المتأسلمين الإرهابية وجود أي نوع من العلاقات، بعد أن أشارت وسائل إعلام عالمية نقلا عن مصادر موثوقة أن “مليشيات الانقلابيين الحوثيين ومليشيات المخلوع علي عبدالله صالح بعد الهزيمة التي لحق بها على يد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق تهدف إلى تسليم مناطق بأكملها إلى جماعة الأخوان المتأسلمين الإرهابية”.

وبالتالي فإن اليد الإيرانية الخبيثة نقلت تسليم هذه المناطق من الحوثيين الانقلابيين إلى الإخوان المتأسلمين، في إشارة إلى أنها لا تريد الاستسلام أمام الهزيمة التي حلت بها على يد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق، لاسيما بعد البطولات التي سطرها جيشنا الباسل، والتي أثبتت للعالم كله من هم جنود الإمارات البواسل.

ونقلت وسائل إعلام عالمية عن قيادي بارز في المقاومة الجنوبية باليمن الشقيق أن “سقوط مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع بيد الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح، تم عبر صفقة بين حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المتأسلمون) والحوثيين، انسحب على أثرها الإصلاح، وأفسح المجال للسيطرة على المدينة”.

تقارب قديم

وتشير المصادر التاريخية إلى أن هذا التقارب ليس حديثا أو وليد الصدفة، لا بل أن القارئ والمتابع للعلاقة الخمينية – الإخوانية يجد أن التقارب بينهما بدأ مبكرا جدا وأن الإيرانيون “الخمينيون” يعتبرون الإخواني سيد قطب ليس واحدا من ملهمي ثورتهم فقط بل قطب وركن من أركانها، ويعود السبب في ذلك إلى أن سيد قطب يطرح فكرا إسلاميا ثوريا يتجاوز فيه المذاهب ويقفز إلى الأمة بغض النظر عن المذاهب.

واللافت هو التشابه بين النظامين من حيث الانطلاقة، فنظام الملالي انطلق بتنظيم سري وعمليات اغتيال سياسي وإرهابي، كما جماعة الإخوان المتأسلمين الإرهابية التي انطلقت بتنظيم سري أيضا وبعمليات اغتيال وقتل منظم عبر جناحها العسكري، كما أن الإخوان في مصر وباقي الدول العربية استغلوا ثورات ما عرف بالربيع العربي، والنقمة على بعض السلطات والأنظمة ليركبوا الموجة ويتسلقوا أكتاف المواطنين ويطلقوا شعارات دينية رنانة مستغلين بذلك العاطفة والجانب الديني، وقد وصل الإخوان في مصر وتونس بهذه الطريقة، وهذا هو التقاطع الكبير مع نظام طهران الذي بارك هذه الخطوة، بل وقالها علانية في ذلك الوقت، بأن الثورات العربية هي استنساخ للثورة الإيرانية.

تنفيذ جرائم إرهابية

واليوم يعود هذا التقارب الذي حذرت منه العديد من الدول وأولها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الواجهة مجددا من أجل تنفيذ جرائم إرهابية في اليمن الشقيق الذي يعاني اليوم من انتشار هذه المجموعات المتطرفة التي تتعاون مع جهات أخرى من دون الإعلان عن ذلك، مثل التقارب الداعشي – الإيراني، حيث ينشط تنظيم داعش وأنصار الشريعة اللذان يقدمان الصورة المتشددة تماما كالإخوان المتأسلمين في عدد من مناطق اليمن.

وكان الإخوان المتأسلمون فتحوا خلال تولي زعيمهم المخلوع رئاسة مصر محمد مرسي الباب على مصراعيه لطهران بعد إعلانهم عن تسيير أول رحلة طيران إلى إيران وفتح مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، فضلا عن زيارة مرسي لطهران التي اعتبرها الكثير من المحللين السياسيين “بادرة تطبيع مصرية – إيرانية” للعلاقات، لكن سرعان ما رفضها ولفظها الشعب المصري الذي عزل جماعة الإخوان المتأسلمين من رئاسة مصر وعزل مخططاتهم معهم، إذ كان من الطبيعي أن تسعى طهران إلى التقاط نتائج وصول شخص إخواني للرئاسة في أكبر دولة عربية وهو ما اعتبر أبرز ما حصل في الثورات العربية حتى الآن.

نقلاً عن المزماة للدراسات والبحوث

شارك هذا المقال

لا توجد تعليقات

أضف تعليق